Khoutbah 01 - Les miracles du Prophète

Publié le 1 août 2025 à 21:00
Khoutbah 01 - ACBSD - Arabe & Français

Discours du Vendredi 01 Août 2025

Sur le Miracle du Messager de Dieu صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

Arabe & Français

 

إنَّ الحَمْدَ للهِ نحمَدُهُ ونَستَعِينُهُ ونَستَهْدِيهِ ونَشكُرُهُ ونَعُوذُ بِاللهِ مِن شُرُورِ أَنفُسِنا ومِن سَيِّئاتِ أَعمالِنا مَن يَهْدِ اللهُ فَلامُضِلَّ لَهُ ومَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا مَثِيلَ لَهُ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَه، وأَشْهَدُ أَنَّسَيِّدَنا وحَبِيبَنا وعَظِيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبِيبُهُ بَلَّغَ الرِّسالَةَ وأَدَّى الأَمانَةَ ونَصَحَالأُمَّةَ فَجَزاهُ اللهُ عَنّا خَيْرَ ما جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَائِه، الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَيْكَ سَيِّدِي يا رَسُولَ اللهِ يا عَلَمَ الهُدَى أَنْتَ طِبُّالقُلُوبِ ودَواؤُها وعافِيَةُ الأَبْدانِ وشِفاؤُها ونُورُ الأَبْصارِ وضِياؤُها صَلَواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلَيْكَ وعَلى كُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَه.

أَمّا بَعْدُ فَيا عِبادَ اللهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيم. واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعالى يَقُولُ في القُرْءانِ الكَرِيمِ بَعْدَذِكْرِ عَدَدٍ مِنَ الأَنْبِياءِ ﴿وَكُلّٗا فَضَّلۡنَا عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٦﴾.

إِخْوَةَ الإِيمان، لَقَدْ بَعَثَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى الأَنْبِياءَ وجَعَلَهُمْ أَفْضَلَ خَلْقِهِ وأَيَّدَهُمْ بِالمُعْجِزاتِ الباهِراتِ لِتَكُونَ دَلِيلًاعَلى صِدْقِهِمْ فِيما جاءُوا بِه.

وكُنّا حَدَّثْناكُمْ عَنْ بَعْضِ مُعْجِزاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، والمُسْلِمُ المُحَمَّدِيُّ يَزْدادُ تَعَلُّقًا بِمُحَمَّدٍ كُلَّما سَمِعَ بِمُعْجِزَةٍحَصَلَتْ لِرَسُولِ اللهِ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ القائِلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ “لاَ يَشْبَعُ مُؤْمِنٌ مِنْ خَيْرٍ يَسْمَعُهُ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهاهُ الجَنَّة”.

رَوَى الإِمامُ أَحْمَدُ والبَيْهَقِيُّ بِإِسْنادٍ صَحِيحٍ مِنْ حَدِيثِ يَعْلَى بنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ قالَ بَيْنَما نَسِيرُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوسَلَّمَ إِذْ مَرَّ بِنا بَعِيرٌ يُسْنَى عَلَيْه فَلَمَّا رَءاهُ البَعِيرُ جَرْجَرَ فَوَضَعَ جِرانَهُ فَوَقَفَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَقالَأَيْنَ صاحِبُ هَذا البَعِيرِ؟ فَجاءَهُ فَقالَ بِعْنِيْهِ، فَقالَ بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يا رَسُولَ اللهِ وَإِنَّهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ ما لَهُمْ مَعِيشَةٌ غَيْرُه،فَقالَ النَّبِيُّ “أَمّا ما ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِهِ فَإِنَّهُ شَكَا كَثْرَةَ العَمَلِ وقِلَّةَ العَلَفِ فَأَحْسِنُوا إِلَيْه”.

ورَوَى مالِكٌ في المُوَطَّأِ والبُخارِىُّ فى صَحِيحِهِ وغَيْرُهُما عَنْ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قالَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّسُلَيْمٍ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ نَعَمْفَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي -أَيْ يَدِ أَنَسٍ- وَرَدَّتْنِيبِبَعْضِهِ -أَيْ جَعَلَتْ بَعْضَهُ كَالرِّداءِ لَهُ- ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ -أَيْ أَنَسٌ- فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ لِلطَّعَامِ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْمَعَهُ قُومُوا قَالَ -أَنَسٌ- فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ فَقَالَتْ بِلِسانِ اليَقِينِ اللَّهُ وَرَسُولُهُأَعْلَمُ قَالَ فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُوطَلْحَةَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتَّ وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً لَهَا فَآدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ -أَيْ دَعا فِيها بِالبَرَكَةِ- ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ بِالدُّخُولِ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّخَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍفَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُواثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ حَتَّى أَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْوَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ رَجُلًا أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا”.

إِخْوَةَ الإِيمانِ إِنَّ أَعْظَمَ مُعْجِزَاتِ النَّبِيِّ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُعْجِزَةُ القُرْءانِ الكَرِيمِ الَّذِي لا يَأْتِيهِ الباطِلُ مِنْبَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِنْ خَلْفِهِ، وقَدْ وَصَفَهُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالى بِقَوْلِهِ ﴿وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ ٤١ لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡخَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ ٤٢﴾ فَالْقُرْءانُ الكَرِيمُ أُنْزِلَ على وَصْفٍ مُبايِنٍ لِأَوْصافِ كَلامِ البَشَرِ نَظْمُهُ لَيْسَ نَظْمَالرَّسائِلِ ولا نَظْمَ الخُطَبِ ولا نَظْمَ الأَشْعارِ ولا هُوَ كَأَسْجاعِ الكُهَّانِ مَعَ ما فِيهِ مِنِ الْتِئامِ الكَلِماتِ والإِيجازِ في مَقامِالإِيجازِ والفَصاحَةِ والبَلاغَةِ وحُسْنِ النَّظْمِ وغَرابَةِ الأُسْلُوبِ (أَي عَظَمَةِ الأُسْلُوبِ) ما حَيَّرَ عُقُولَ العَرَبِ الفُصَحَاءِ حَتَّىأَقَرُّوا بِأَنَّهُ لَيْسَ بِقَوْلِ البَشَرِ فَقَدْ رَوَى البَيْهَقِىُّ في دَلائِلِ النُّبُوَّةِ أَنَّ الوَلِيدَ بْنَ المُغِيرَةِ وهُوَ مِنْ رُؤُوسِ الكُفْرِ جاءَ إِلىرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقالَ لَهُ اقْرَأْ عَلَيَّ فَقَرَأَ عَلَيْهِ ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰعَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ٩٠ قالَ أَعِدْ فَأَعادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ فَقالَ وَاللهِ إِنَّ لَهُلَحَلاوَةً وإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً وإِنَّ أَعْلاهُ لَمُثْمِرٌ وإِنَّ أَسْفَلَهُ لَمُغْدِقٌ وما يَقُولُ هَذا بَشَرٌ فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبا جَهْلٍ فَأَتاهُفَقالَ لَهُ يا عَمُّ كَأَنَّكَ تَتَقَرَّبُ مِنْ محمَّدٍ تُرِيدُ مِنْهُ المالَ فَإِنَّ قَوْمَكَ يَرَوْنَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مالًا لِيُعْطُوكَهُ قالَ قَدْ عَلِمَتْقُرَيْشٌ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِها مالًا قالَ فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهُ أَوْ أَنَّكَ كارِهٌ لَهُ قالَ وماذا أَقُولُ؟ فَوَاللَّهِ ما فِيكُمْرَجُلٌ أَعْلَمُ بِالأَشْعارِ مِنِّي ولا أَعْلَمُ بِرَجَزِهِ ولا بِقَصِيدَتِهِ مِنِّي ولا بِأَشْعارِ الجِنِّ. واللهِ ما يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذاووَاللهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً وإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً وإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ وإِنَّهُ لَيَعْلُو وما يُعْلَا وأَنَّهُ لَيَحْطِمُما تَحْتَهُثُمَّ قالَ إِنَّهُ ساحِرٌ.

وقَدْ أَعْلَمَ اللهُ نَبِيَّهُ أَنَّ أَحَدًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِهِ وأَمَرَهُ أَنْ يَتَحَدَّى بِهِ قَوْمَهُ عَلى الإِتْيانِ بِمِثْــلِهِ بَلْ بِمِثْلِ أَقْصَرِسُورَةٍ مِنْهُ قالَ عَزَّ مِنْ قائِلٍ ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَبَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا٨٨﴾ وقالَ تَعالى ﴿ أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِإِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٣٨﴾ فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلى أَنْ يُعارِضَهُ بِالْمِثْلِ أَوْ حَتَّى بِمِثْـلِ أَقْصَرِ سُـورَةٍ مِنْ سُوَرِ القُرْءانِ مَعَتَمَيُّزِهِمُ الكَبِيرِ بِالفَصاحَةِ والبَلاغَةِ ومَعَ حِرْصِ المُشْرِكِينَ عَلى مُعارَضَةِ الرَّسُولِ وتَكْذِيبِه. وعَجْزُهُمْ عَنْ ذَلِكَ ثابِتٌمُتَواتِرٌ ولِذَلِكَ عَدَلُوا إِلى القِتالِ والمُخاطَرَةِ بِأَمْوالِهِمْ وأَوْلادِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ ذَلِكَ في اسْتِطاعَتِهِمْ لَما لَجَأُوا إِلَىالقِتالِ لِما في ذَلِكَ مِنَ السَّلامَةِ لِأَنْفُسِهِمْ وأَمْوالِهِمْ وهَذا التَّحَدِّي باقٍ إِلى اليَوْمِ.

زِدْ عَلى كُلِّ ما تَقَدَّمَ ما حَواهُ القُرْءانُ الكَرِيمُ مِنْ أَخْبارِ الأَوَّلِينَ والإِنْباءِ عَنِ الغَيْبِ مِمَّا لا يُتَصَوَّرُ عِلْمُهُ بِهِ إِلَّا مِنْ طَرِيقِالوَحْىِ فَقَدْ أَخْبَرَ عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ تَحَقَّقَ حُصُولُها بَعْدُ كَقَوْلِهِ تَعالى في سُورَةِ الفَتْحِ ﴿ لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَابِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَـآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَـكُمۡ وَمُقَصِّرينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْفَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا ٢٧﴾ فَحَصَلَ ذَلِكَ ودَخَلَ المُسْلِمُونَ المَسْجِدَ الحَرامَ عَنْ قَرِيبٍ ءامِنِينَ مُحَلِّقِينَرُؤُوسَـهُمْ ومُقَصِّرِينَ وكَقَوْلِهِ تَعالى ﴿الٓمٓ ١ غُلِبَتِ ٱلرُّومُ ٢ فِيٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ ٣ فِي بِضۡعِسِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٤ بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُر مَن يَشَـآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ٥ وَعۡدَ ٱللَّهِۖلَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٦ ﴾فَغَلَبَ الرُّومُ الفُرْسَ في بِضْعِ سِنِينَ بَعْدَ أَنْ كانُوا مَغْلُوبِينَ. وغَيْرُذَلِكَ مِنَ الأَخْبارِ مِمّا عُلِمَ واشْتَهَرَ.

وقَدْ تَحَدَّى القُرْءانُ اليَهُودَ أَنْ يَتَمَنَّوُا المَوْتَ فَلَمْ يَقَعْ مِنْهُمْ ذَلِكَ ولا أَقْدَمَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلى فِعْلِهِ مَعَ شِدَّةِ عَداوَتِهِمْوحِرْصِهِمْ عَلى الصَّدِّ عَنِ الدِّينِ فَكانَ في ذَلِكَ أَوْضَحُ مُعْجِزَةٍ قالَ تَعالى في سُورَةِ الجُمُعَةِ عَنِ اليَهُودِ ﴿قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَهَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰـدِقِينَ ٦ وَلَا يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡأَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ ٧﴾

فَصَلَّى اللهُ عَلى النَّبِىِّ الأُمِّىِّ الَّذِى نَزَلَ عَلَيْهِ القُرْءانُ المُعْجِزَةُ الباقِيَةُ عَلى مَمَرِّ السِّنِينِ والَّذِى جَعَلَهُ رَبُّهُ أَفْضَلَالنَّبِيِّينَ وجَعَلَنا بِسَبَبِ ذَلِكَ أَفْضَلَ الأُمَمِ ورَزَقَنا الاِهْتِداءَ بِهَدْيِهِ والاِقْتِداءَ بِهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

هَذا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي ولَكُمْ.

الخُطبةُ الثانيةُ

إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَشْكُرُه، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَامُضِلَّ لَهُ ومَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَه، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سِيِّدِنا مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وعَلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَوالمُرْسَلِينَ. ورَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ المُؤْمِنِينَ وءالِ البَيْتِ الطّاهِرِينَ وعَنِ الخُلَفاءِ الراشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وعُثْمانَوعَلِىٍّ وعَنِ الأَئِمَّةِ المُهْتَدِينَ أَبِي حَنِيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِىِّ وأَحْمَدَ وعَنِ الأَوْلِياءِ والصالِحِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّيأُوصِيكُمْ ونَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَاتَّقُوهُ.

Chaque fois qu’un musulman de la communauté de محمد Mouhammad entend un miracle qui s’est produit pour le Messager de Dieu, محمد Mouhammad صلَّى الله عليه وسلم son amour et son attachement augmente pour محمد Mouhammad. Il est en effet celui qui dit صلَّى الله عليه وسلم ce qui signifie : « Un croyant ne se lasse jamais d’un bien qu’il entend jusqu’à ce qu’il parvienne au Paradis. »

Malik a rapporté dans le Mouwatta’, ainsi que Al-Boukhariyy dans le Sahih et d’autres, d’après ‘Anas Ibnou Malik, que Dieu l’agrée, qu’il a dit : « Abou Talhah a dit à ‘Oummou Soulaym : « J’ai entendu la voix du Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم faible, et j’ai décelé la faim dans le timbre de sa voix. Aurais-tu quelque chose que nous puissions lui offrir ? » Elle avait répondu : « Oui. » Elle ramena quelques galettes d’orge puis elle prit un voile à elle et enveloppa le pain dans le voile puis les glissa dans ma main –c’est-à-dire la main de ‘Anas– et elle me le fit mettre à l’épaule. Puis, elle m’envoya au Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم. » ‘Anas a dit : « Je suis parti le voir, j’ai trouvé le Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم assis dans la mosquée avec des gens. Je me suis dirigé vers eux et le Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم m’a dit : ce qui signifie : « C’est Abou Talhah qui t’a envoyé ? » Je lui ai dit « Oui. » Il a dit ce qui signifie : « Pour le manger ? » Je lui ai dit « Oui. » Alors le Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم a dit à ceux qui étaient avec lui  ce qui signifie : « Venez. » Alors ‘Anas a dit : « Il est parti et je suis parti avec eux jusqu’à arriver chez Abou Talhah. Je lui en ai parlé. Alors Abou Talhah a dit : « ‘Oummou Soulaym, le Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم vient avec des gens et nous n’avons pas d’autre nourriture à leur donner. » Alors elle a répondu avec une certitude totale : « Dieu sait plus que tout autre et Son Messager sait plus que nous. » ‘Anas a dit : « AbouTalhah est parti à la rencontre du Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم pour l’accompagner jusqu’à le faire entrer avec lui. Le Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم a dit ce qui signifie : « Allez ‘Oummou Soulaym, amène ce que tu as comme nourriture » Elle lui ramena donc le pain. Le Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم demanda qu’on le coupe en petits morceaux et ‘Oummou Soulaym ajouta un peu de beurre qu’elle avait, ce qui fit une sauce grasse pour le pain. Le Messager de Dieu صلَّى اللهعليه وسلم dit ce que Dieu a voulu qu’il dise –c’est-à-dire qu’il demanda à Dieu de bénir cette nourriture– puis il a dit ce qui signifie : « Autorise dix personnes à entrer. » Il les autorisa à rentrer, ils mangèrent jusqu’à être repus et ils ressortirent. Puis il a dit ce qui signifie : « Autorise dix autres. » Il les fit entrer et ils mangèrent jusqu’à être repus, puis ils ressortirent. Puis il a dit ce qui signifie : « Autorise dix autres. » Il les a appelés, ils mangèrent jusqu’à être repus, puis il a dit encore une fois ce qui signifie : « Autorise dix autres. » Il les a autorisés, ils mangèrent jusqu’à être repus, puis ils ressortirent, puis il a dit ce qui signifie : « Autorise dix autres » jusqu’à ce que tous les gens aient mangé et soient repus, et ils étaient soixante-dix ou quatre-vingts hommes.

Cependant, chers frères de foi, le plus éminent des miracles du Prophète صلَّى الله عليه وسلم, c’est le miracle du قرآن Qour’an honoré, le Livre qui ne comporte aucune erreur d’aucune sorte, et notre Seigneur تبارك وتعالى l’a décrit par Sa parole qui signifie : « Certes c’est un Livre glorieux, qui ne comporte aucune erreur d’aucune sorte, une expression révélée de la part de Celui Qui crée les choses par une sagesse parfaite et Qui mérite la louange. »

Le قرآن Qour’an honoré a été révélé avec des caractéristiques différentes des caractéristiques de la parole humaine. Sa composition n’est pas celle des épitres, ni celle des discours, ni celle des poèmes. Il n’a rien à voir avec les rimes et les assonances des devins. En plus, il comporte l’harmonie des termes, la concision à bon escient, l’éloquence et la puissance d’expression, la beauté du phrasé et les figures de style surprenantes, ce qui confondit les arabes éloquents, au point qu’ils reconnurent que ce n’est pas la parole d’un être humain.

En effet, Al-Bayhaqiyy a rapporté dans Dala’ilou n-Noubouwwah que Al-Walid Ibnou l-Moughirah, qui faisait partie des chefs des mécréants, était venu voir le Messager de Dieu صلَّى الله عليه وسلم et lui avait dit : « Récite-moi quelque chose. » Le Prophète صلَّى الله عليه وسلم avait alors récité un verset qui signifie : « Certes Dieu vous ordonne l’équité, la bienfaisance, l’aide aux proches parents, Il interdit la débauche, ce qui est blâmable et l’injustice, Il vous exhorte, puissiez-vous profiter de ce rappel. »

Il lui avait dit : « Répète encore » et le Prophète صلَّى الله عليه وسلم avait répété. C’est alors que Al-Walid a dit : « Par Dieu, il recèle une douceur et il possède une beauté ; fructueuse est sa cime et sa racine foisonnante, et nul être humain n’énonce une telle chose. » C’est comme si son cœur s’était adouci. Cela parvint aux oreilles de Abou Jahl qui partit le voir et lui dit : « Mon oncle, c’est comme si tu étais en train de te rapprocher de محمد Mouhammad, tu veux donc de l’argent de lui ? Ton peuple peut collecter pour toi suffisamment d’argent pour t’en donner. » Al-Walid lui dit : « Mais Qouraych sait parfaitement que je suis parmi les plus fortunés d’entre eux. » Puis il lui a dit : « Dis donc une parole qui parvienne à ton peuple, que tu blâmes le قرآن Qour’an ou que tu le détestes. » Il lui demanda : « Que pourrais-je dire ? Par Dieu, il n’y a pas parmi vous un homme qui connaisse mieux les poèmes de toutes les sortes que moi, ou même les poèmes des jinn. Par Dieu, ce qu’il dit ne ressemble à rien de tout cela. Par Dieu, la parole qu’il dit recèle une douceur et il possède une beauté ; fructueuse est sa cime et sa racine foisonnante, ce sont des paroles qui surpassent toute autre parole et que rien ne surpasse, elles mettent en pièces tout ce qui est en-deçà. » Il a dit par la suite qu’il était un sorcier !

Que Dieu honore et élève davantage le Prophète qui n’a jamais lu et n’a jamais écrit, qui a reçu le قرآن Qour’an par révélation, ce miracle permanent à travers les années, celui dont Dieu a fait le meilleur de Ses prophètes et grâce auquel Il a fait de nous la meilleure des communautés. Que Dieu nous accorde d’être bien guidés par sa guidée et de le prendre pour modèle. Certes, Dieu est Celui Qui entend tout, Celui Qui exauce les invocations.

واعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ والسَّلامِ على نَبِيِّهِ الكَرِيمِ فَقالَ ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَىٱلنَّبِيِّۚ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا ٥٦﴾ اللَّـهُمَّ صَلِّ عَلى سِيِّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَاصَلَّيْتَ على سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وعلى ءالِ سَيِّدِنا إِبْراهِيمَ وبارِكْ على سَيِّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَعلى سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يَقُولُ اللهُ تَعالى ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١ يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَاهُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ٢﴾، اللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَاسْتَجِبْ لَنا دُعاءَنا فَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنُوبَنا وإِسْرافَنا فيأَمْرِنا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ والأَمْواتِ رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِناعَذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجْعَلْنا هُداةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضالِّينَ ولا مُضِلِّينَ اللّـهُمَّ اسْتُرْ عَوْراتِنا وءامِنْ رَوْعاتِنا واكْفِنا مَا أَهَمَّناوَقِنا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ اللهم اجْزِ الشَّيْخَ عَبْدَ اللهِ الهَرَرِيَّ رَحَماتُ اللهِ عَلَيْهِ عَنّا خَيْرًا. عِبادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِوالإِحْسانِ وإِيتاءِ ذِي القُرْبَى ويَنْهَى عَنِ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ والبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون. اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يُثِبْكُمْواشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، واسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ واتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاةَ.

Ajouter un commentaire

Commentaires

Il n'y a pas encore de commentaire.